المسك والسلسبيل
المسك والسلسبيل
المسك والسلسبيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المسك والسلسبيل

منتدى إسلامي تربوي هادف
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
نبض الكلام
ها نحن ، نطل عليكم وعلى ثغر المسك والسلسبيل بسمة الترحيب وفي قلبه تهادت الدعوات تكتب لكم لتحيي الأمل وتنشر الشذى من شرفات الموقع لتعانق عيون كل من أتى في المسك والسلسبيل تشدو الحروف لتخبر أننا معكم نحيا وبكم نرقى لنصل جنة المأوى .. تهاني السقا
المواضيع الأخيرة
» ماهو مقاس قلبك
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالجمعة أبريل 02, 2010 1:12 pm من طرف Admin

» عالم الصمت
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالخميس مارس 25, 2010 2:30 pm من طرف Admin

» لا نريد الكمال ولكن نريد قلوبا تصحو عند الخطا
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالأحد مارس 21, 2010 2:18 pm من طرف Admin

» من رحيق الورد
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالأحد مارس 21, 2010 2:10 pm من طرف Admin

» حكمة الفراشة
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 4:55 am من طرف Admin

» متن المنظومة البيقونية
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالسبت مارس 20, 2010 4:27 am من طرف Admin

» الحلقة الثانية من شذور الذهب
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالخميس مارس 18, 2010 2:09 pm من طرف Admin

» شذور الذهب
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالخميس مارس 18, 2010 2:03 pm من طرف Admin

» العلم نور
حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 16, 2010 3:10 pm من طرف Admin


 

 حين نفتقد الدموع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 18
المشاركات : 50
تاريخ التسجيل : 16/02/2010

حين نفتقد الدموع Empty
مُساهمةموضوع: حين نفتقد الدموع   حين نفتقد الدموع I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 16, 2010 2:28 pm

حينَ نفتقِدُ الدّموع


الجوّ في عيادةِ العينيّة ضبابيٌّ يُشعِرُ بالسأم، الصّمتُ أطبقَ جفنيهِ على كلّ شخصٍ في المكان، ليسجننا في حدوده الرّتيبة. يتخلّله صوتُ سعال طفلةٍ في السّابعة، قُدّر عليها أن تجلسَ قربَ متبجحٍ ينفثُ لفافةَ تبغ، ويختلطُ الدخان بالضّبابِ المخيّم على الأرواح المغلقة، يشعرني بأنني أغرقُ وتتقطعُ أنفاسي، مع كلّ دقيقةِ انتظارٍ إضافيّة .

أحدّقُ في الورقة التي تحملُ رقمي، وأبتسم ..
أليسَ ذلكَ شعورٌ غريبٌ كونكَ قد أصبحتَ رقماً ؟!
مجرّدُ رقمٍ بلا معنى .. يتباهى بالنظرِ إليكَ وهو متصدّرٌ بطاقة خضراء، ليخبركَ بأن الفحوصات لن تجرى لكِ إلا عن طريقهِ، فتزداد كآبةً وقد استعبدكَ مجردُ رقم .. هو أنت ..
نظرةٌ سريعةٌ على الأرقامِ المبهمةِ الأخرى، شركاء الهمِّ والألم ..
وجدت بأنهم قد تصالحوا مع بطاقاتهم، وقنعوا بأهمية أرقامهم، وانصرفوا للتفكيرِ في أمورٍ أخرى ..

الشّاب الأسمرُ الطويلُ قربي راحَ يقلّب في الجريدة، والفتاةُ الحسناءُ على المقعدِ المقابلِ راحت تتأملُ مرآتها ..
ظننتُ بأنها ستكتشفُ على الفورِ مدى قبحِها، ولكنّها راحت تبتسمُ بإعجابٍ، وتتأكدُ من أنّ أحمرَ الشّفاهِ يلمعُ على ثغرها، فأيقنتُ كم أن العيون تخدع ..
بعضها زجاجي، لا يمتد عصبهُ إلى الشعورِ إلا بأعصابٍ ميتةٍ!

وعيونٌ لا تبصر رغم أنها سليمة البصر، قد أجرت عليها الطبيبة فحصاً دقيقاً، واستخدمت كل وسيلة حديثة لتكتشف سبب الخلل، ولا خلل ! سوى أنها لا تجيد فن الإبصار، لا تجيد الإبحار في تيار الدفء والفرح والحزن والألم .. ولا ترى من هذا الكون إلا جماداته ، ولا تبصر بذكاء . وهناكَ عيون تقرأُ الكلمات الشاردة، وتحلل الأفكارَ المحلّقةَ، وتخبركَ بصمتٍ أنها قد فهمت لغة الصمت، ولكن أينها ؟!


قربَ الباب الذي يؤدّي إلى الطبيبةِ، تقابلت نظراتي مع نظراتها .. فابتسمت ..
شعرتُ للحظةٍ بأنها كانت تتجسسُ على أفكاري، وتقرأ ملاحظاتي التي ثرثرتُ بها مع نفسي في قعر الصّمت الرتيب .
ابتسامتها أشعرتي بالخجلِ، وكثيرٍ من الحرج، وكأنها رسالة خفيّة لي كي أتوقفَ عن سردِ الملاحظاتِ وقد كانت هي الأخيرة التي لم ألتفت إليها .
قطعت رسائلنا الصّامتةَ خطواتُ الممرضةِ متجهة إليها ..

وضعت في عينيها بضع قطرات من الدواءِ، وهمست لها بلطفٍ :
- لن تستطيعي الرّؤيةً لمدّة نصفِ ساعة ..
لم تُجب، وأيضاً .. لم تُفارقها الابتسامة !
أغمضتْ عينيها واستسلمت للصّمتِ والظلامٍ في آنٍ معاً .

مضى الوقتُ لينتشلَ من أمامي بعضَ الوجوه والأرقام الكئيبةِ، لتحلّ مكانها وجوهٌ وأرقامٌ أخرى، لا تقلّ عنها كآبةً أو بؤساً.
كلّ وجهٍ كانَ مادّة جيدةً لقصّةٍ وهميّة أسردها في داخلي، وأثرثرُ بها على هوايَ لأنتزع وحشةَ الرّوح .
وبين الدقيقةِ والأخرى كنتُ أختلسُ نظرةً إلى رقمي، فأجدهُ مازالَ يحدّقُ بي بشماتةٍ، يمدُّ لسانهُ في وجهي لإغاظتي، فأتعا ملُ مع الأمر بحكمة، فأتجاهلهُ، وألحّ على عقاربِ السّاعةِ بأن تسرع، فقد طالَ الانتظار ..

وأسترقُ نظرةً إلى وجهها، فتهدأ روحي وهي تلمحُ روعة الابتسامِ مخلطاً بدموعٍ سالت على الخدّين بفعلِ قطرة ..

وحان دوري لإجراءِ اختبارِ النّظر ..
بعدوانيّة ألقيتُ البطاقةَ والرّقم على طاولتها ومشيتُ وكأنني تخلصتُ من قيدٍ يلفّ معصمي ومضيتُ إلى الطبيبة..
- أرني عينيكِ من فضلكِ، ممَ تشكين ؟! ..
همستُ بصوتٍ خفيضٍ ..
- من فقرٍ في الدّموع .. هل لكِ أن تصفي لي علاجاً للبكاء ؟ فقد استنفذتُ مدخراتي منهُ وأنا أقرأ قصص ما وراءِ العيون ..
رفعت الجهازَ من أمامي، وهمست في أذني :
- أخطأتِ العنوان إذاً ..

وأشارت إلى السيّدة السّعيدة في الخارج، وقالت :
- ستخبركِ تلكَ المرأة بالعلاج ..
أسرعتُ إليها، وجلستُ قريبةً منها .. آثارُ الدّواء بدأت تتلاشى من عينيها، فنظرت إليَّ مجدداً وابتسمت قائلةً :
- ممَّ تشكين يا ابنتي ؟
- أفتقدُ دموعي ..

قبضت على يدي، وقرّبتها إلى قلبي وقالت :
- حيثُ يوجدُ القلبُ ستجدين الدموع، فلا تضيّعي الوقت بالبحث عن عيونِ الآخرين قبلَ أن تكتشفي قلبك..
وأعطتني بطاقتها وأضافت ..
- عندها لن تكوني مجرّد رقم !
سقطت دمعةٌ دافئةٌ، فمسحتُها رُغمَ الحنين إليها ... وابتسمتُ ..


[
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almeske.3oloum.com
 
حين نفتقد الدموع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المسك والسلسبيل :: نبض القلم :: المسرح-
انتقل الى: